كان سعيد يحب الكذب ويراه فرصة للضحك والتسلية.
وقد سببت هواية الكذب هذه بعض المشاكل لمن حوله، وبالرغم من ذلك لم يتخلَّ سعيد عن عادة الكذب.
وفي إحدى المرات قال سعيد لصديقه عصام:
-ألم أقل لك أن أحمد لا يحبك ويتمنى لك الشر دائماً، ويقول عنك أنك تتظاهر بطيبة القلب، وأنت.. وأنت..
احمرّ وجه عصام وقال:
-أنت متأكد من هذا الكلام؟
تبسّم سعيد وقال:
-طبعاً طبعاً.. وأنت صديقي ولا يهون عليّ ما يقوله عنك أحمد.
ذهب عصام مغاضباً إلى صديقه أحمد، وأمسكه من قميصه يشدّه شدّاً، ويؤنبه على ما قاله عنه.
دهش أحمد مما قاله عصام، وطلب منه أن يذهب ليتوضأ، ومن ثم يخبره الخبر اليقين.
ذهب عصام وتوضأ وجاء إلى أحمد يعاتبه بهدوء عما قاله.
نظر أحمد نظرة غضب إلى مكان بعيد، وركض حتى وصل إلى سعيد، وأخذ يصرخ في وجهه وسعيد ساكت لا يتكلم، فقد عرف سبب غضب أحمد، ولم يستطع الدفاع عن نفسه، كعادته كلما كُشف كذبه..
قال أحمد:
-سيقاطعك جميع أصدقائك إذا لم تنتهِ عن كذبك هذا، وعن إيقاعك بين الناس.
أخذ سعيد يجرّ رجليه جرّاً، وذهب بعيداً عن أصدقائه وهو يحدث نفسه:
-سأخسر أصدقائي.. يالغبائي.. سأحاول ترك عادة الكذب، ولكن هذا صعب على نفسي، فقد كبرت وأنا أكذب وأكذب ولا أحد يردني عن هذه العادة.. سأحاول.. سأحاول..